الجمعة، 13 يونيو 2014




يبدون عيب الناس ويتقون عيبهم ولا حي في الدنيا صري العوايب ،،

قصيدة ابن عاطف الصبحي من منطقة بدر بوادي الصفرا من القصائد التي تعلق بها الرواة وتطلعت إلى سماعها المجالس، ولعلها من أكثر القصائد شهرة.


الشاعر هو عبدالواحد ابن علي ابن عاطف الصبحي الذي توفي منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً تقريباً، قصيدة طويلة تناقلتها الأجيال وحفظها كثير من الرواة، وهي تعبر عن معاناة شاعر تعرض لصروف الزمن الذي كان مزيجاً من المتناقضات من اضطراب في الأمن وعدم استقرار وسوء في الأحوال السياسية والثقافية والاقتصادية، زمن يسيطر عليه تسلط الأقوياء وأصحاب المكانة في القبيلة التي كانت هي الموئل الذي يلوذ به رجالها، وكانت الأسرة تحكم قبضتها على أفرادها استجابة لنظام القبيلة الذي يخضع لضوابط وأنظمة وقوانين وضعية مستقاة من الدين ومن الأعراف والتقاليد لتنظيم العلاقة داخل القبيلة وفيما بينها وبين القبائل الأخرى. وهو نظام صارم وملزم، يتحرى فيه عقلاء القبائل تحقيق نوع من المصالح العامة، وإشاعة مساحة من الأمن المهدر. 
وشاعرنا تغرب مرتين، الأولى لمقتل عمه والثانية لمقتل والده. وأسباب التغرب حينها البعد عن مكان القتل خشية تدخل المصلحين والعقلاء لإنهاء القضية صلحاً، فالمقتول لايسلم من مسؤولية قتله، كما هو القاتل لا ينفرد بأسباب القتل، لذا يغترب بعض أولياء القتيل لئلا يلزموا بالتريث لحل المشكلة صلحاً، فمتى ما سمع الولي النداء بتدخل أحد المصلحين لحل القضية فإنه يلتزم بالاستسلام لهذا الطلب. وقد فر الشاعر إلى ديار بعيدة ليعود بعد حين ويثأر لعمه أو لأبيه 
أما الاغتراب الثالث فكان للتأمل والتفكير في حل مشكلته مع أخوته الذين تنكروا له بعد مقتل أبيهم وحرموه من حقه في الميراث لأنه ابن جارية، فكون أبيه من شيوخ القبيلة وكون الرق شائعاً في ذلك الزمان بل كان تجارة رائجة لاستخدام الرقيق في الخدمة المنزلية والرعي والزراعة وفي الانتقام من الخصوم والدفاع عن ممتلكات سادتهم، فقد ولد الشاعر من أم كانت جارية عند والده، وكان من فضائل الاسلام أنه يحرر الأم من الرق وينسب الأبن لأصله ويمنحه كل حقوق الأبوة، ولكن تفرق الأخوة بين عدد من الأمهات يثير أحيانا خلافات بين الأخوة، لاسيما وكان زمن الشاعر يمنح كبار الأسرة سلطة مطلقة على صغارها. 

ولما كان شاعرنا فارساً راجح العقل بعيد النظر فإنه كان حكيما في معالجة قضيته غير منساق لمؤثرات تحرض على الانتقام واستعادة الحق بالقوة. ويمكن استعراض منهجه في تشكيل قضيته وعرضها، وكلنا يدرك الألم الذي يتعرض له الإنسان من منغصات حياته، فكيف يكون اذا كان الألم ناتجا عن ظلم ذوي القربى: 


يقول العناوي قول من حثه العنا 00000000من احوال منها مفرق الراس شايب 
أنا ما بنيت القيل من زايد الطرب00000000 ولا اقول قول الا بعزم العضايب 

وعيني حربها طرفها من نصيبها 00000000000 وهلت دموعاً كنّها الدم سارب 
وعلى نومة المخلين جرّيت ونّة 00000000000 ونّة كسير، اللى زنوده عطايب 

وانا امسيت مثل الغصن في عالي الشفا 000000 لياما تصافقته صروف الهبايب 
من احوال ملعبة الزماني بلعبها000000 000 كما جرح عجزوا فيه كل الطبايب 

لو طابت اطرافه تلعثم على الخنا00000000 وظلّ كنين الجرح في الجوف ذايب 
أنا كان اداوي علتي من بصيرتي0000000000 ولا بي غبا عن مبريات الصوايب 

لكن بلا معنى فلا يكمل الدوا00000000000000 وطالع كما نجم زْحلينْ الرقايب 
يلومني الأنذال، الله يلومهم0000000000000 يقولون منزاحك عن الدار هايب 

يخيلون مشحاهم وما في عقولهم0000000000000 ولو خيلوا برقاً بعيد السحايب 
أنا اخيل مجهولات ما يعلمونها 000000000000000يخيلونها صم القلوب اللبايب 

وانا من صبر صبري وجالد مجالدي0000000000 على الظل والقالة وحفر اللغايب 
أفرِّق هجوس القلب في كل وادي0000000000000 هذي منوّخها وهذي عزايب 

ولاما انهن اقفن ومدَّن نشورهن 000000000000لفَنْ واردات وحاضبات المشارب 
أشول الزحم لاتكسر الحوض بالدحم000000000000 عطاشا كواسر يلهفن الشرايب 

ويا مسلمين الله انا لي رفاقة 000000000شالوا لي البغضا على غير صايب 
إن جات زينة قالوا الزين فعلنا 00000وان جات شينة قالوا انت السبايب 

وان جات عازتهم ولاني رفيقهم 0000000وان جات عازتنا تعاطوا شعايب 
يعتّوننا بالبوق وحنّا نعتّهم0000000000000 والكل منا يا القبيلين جانب 

يبدون عيب الناس ويتقون عيبهم000000 ولا حي في الدنيا صري العوايب 
تصبّرت في دار المهونة على الجفا0000000 وقللت منها يوم شفت العجايب 

كثرت مصايبهم وقلت نفوعهم000000000 وكثروا اهل النمّات بين القرايب 
لاصار عيب الدار منها في اهلها00000000 عيب الرفاقة من كبار المصايب 

وانا ان عشت لابدِّى براي ومشورة000000 فكّاك عقد معيوجين الطلايب 
ولي بين حرف السين والفا ذخيرة00000 لها شربة احلى من سليل الذوايب 

ويا موصلا شكواي اخوى ابن والدي000 ترى خاطري عندك ولو كنت غايب 
أراعيك ما اصبر عنك لو فرد ساعة0000000 وذكرك يفسّح لى جميع الكرايب 

عسى الله بعد الياس ما يقطع الرجا0000000 وعسى الرجا فيكم حباله قضايب 
وانا قبلكم ناوى بمنزاح ديرة 000000000000مساهيجها تردي جياد النجايب 

وانا اوصيك دارك لا تهنَّ بنومها0000000000 إلاَّ يقعْ بمزعزعات الهبايب 
ومال كما عد نهيل لوارده00000000000 يورِّد حبالك في جميع النوايب 

أو رَبْع مثل السيف في كف ناقله00000000 يميلون ميلاتك بخاطي وصايب 
وان كان لاهذي ولا ذي ولا الذي 00000000توسَّل على طلق الذراعين شايب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق